وصلتك - تسهل مهمتكم

الجزائر الرقمية 2030: هل نحن مستعدون فعلاً للتحول الكامل

الجزائر الرقمية 2030: هل نحن مستعدون فعلاً للتحول الكامل؟

يُقال إن الرقمنة لم تعُد خيارًا… بل قدرًا لا مفرّ منه.لكن في الجزائر، يبدو هذا القدر ما يزال يسير على مهل، بين الطموح والخوف، وبين الرؤية والتطبيق.

منذ سنوات، تتحدث الخطابات الرسمية عن “التحول الرقمي”، “الإدارة الإلكترونية”، “الحكومة الذكية”…لكن المواطن العادي، حين يقترب من مؤسسة إدارية، يكتشف أن الفاكس ما يزال حيًّا، وأن الملف الورقي لم يُغادر بعد الطاولة.

التحول الرقمي ليس شعارًا تقنيًا، بل ثقافة كاملة، تتعلق بطريقة التفكير قبل طريقة العمل.الرقمنة الحقيقية لا تبدأ من أجهزة الحاسوب، بل من العقل البشري الذي يقتنع بأن المعلومة يجب أن تسير بسرعة الضوء، لا بسرعة الطابع والإمضاء.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار التقدّم الحاصل:بوابات رقمية تُفتح كل يوم، مشاريع ناشئة في مجالات التقنية، شباب يؤسّسون شركات رقمية بموارد بسيطة ولكن بعزيمة كبيرة.

المشكلة ليست في غياب المبادرات، بل في غياب التنسيق بينها، وفي البيروقراطية التي تخنق الابتكار قبل أن يولد.

التحول الرقمي لا يعني فقط رقمنة الخدمات، بل تحرير الإنسان من الانتظار، من الطابور، من الورق، من العبارة الشهيرة: “ارجع غدوة”.

يعني أن تصبح الدولة متاحة بلمسة واحدة، وأن تُقاس كفاءة الإدارة بسرعة الردّ لا بعدد الأختام.

2030 ليست بعيدة.ولكي تكون “الجزائر الرقمية” حقيقة لا وعدًا، نحتاج إلى شيء أكبر من خطة… نحتاج إلى إرادة مشتركة:بين المواطن الذي يريد أن يثق في النظام، والمسؤول الذي يجرؤ على التغيير.

فهل نحن مستعدون فعلاً لهذا التحول؟

أم ما زلنا نُخزّن المستقبل في ملفات PDF لم تُفتح بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Layer 1
Scroll to Top