وصلتك - تسهل مهمتكم

الطبقة المتوسطة في الجزائر: أين تقف اليوم؟

الطبقة المتوسطة في الجزائر: أين تقف اليوم؟

الطبقة المتوسطة كانت يومًا هي العمود الفقري لأي مجتمع،
الميزان الذي يحفظ التوازن بين الفقر والثراء، وبين الطموح والرضا.
لكن في الجزائر، يبدو أن هذا الميزان بدأ يميل شيئًا فشيئًا…

منذ عقدين فقط، كان الانتماء إلى الطبقة المتوسطة يعني الاستقرار:
وظيفة محترمة، سكن بسيط، سيارة متوسطة، وقدرة على تربية الأبناء بكرامة.
أما اليوم، فقد تغيّرت المعادلة:
أصبح ما كان “عادياً” يُعتبر رفاهية، وما كان “ممكناً” صار مؤجلاً إلى إشعار آخر.

ارتفاع الأسعار، تآكل القدرة الشرائية، غياب فرص العمل المستقرة…
كلها عوامل دفعت كثيرين إلى البحث عن بدائل: التجارة الصغيرة، العمل الحر، الهجرة، أو حتى الانسحاب الهادئ من سباق الاستهلاك.

ومع ذلك، تبقى هذه الطبقة هي الوقود الصامت للمجتمع.
هي التي تواصل التعليم رغم التكاليف، وتدفع الضرائب دون ضجيج، وتؤمن بأن “الأمل لا يموت”.

الطبقة المتوسطة اليوم لا تطلب معجزات…
تطلب فقط أن تعيش بكرامة، أن يُحترم جهدها، وأن تُفتح أمامها أبواب الحياة لا نوافذ الانتظار.

قد لا تملك الصوت الأعلى، لكنها تملك العمق الأصدق.
ففي صبرها، وتعبها، وتعلّقها بالأمل، تكمن قوة الجزائر الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Layer 1
Scroll to Top